|
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
احمد مشرف القصص والروايات
عدد المساهمات : 290
نقاط : 324
تاريخ التسجيل : 21/08/2010
العمر : 36
| موضوع: غزوة الاحزاب مواقف وعبر الإثنين أبريل 11, 2011 12:41 am | |
| غزوة الأحزاب - مواقف وعبر
بعد غزوة أحد أظلت المدينة سحابة حزن لفقد الأحبة شهداء في سبيل الله.. وخيم السكون حينًا على الجزيرة العربية. ولم يكن ذلك الهدوء الذي أظل المدينة إلا بداية لتحزب الأحزاب من ملل الكفر والشرك، يتحينون الفرص ويسابقون إلى العداوة! فلا يهنأ لهم بال ولا يقر لهم قرار حتى يكون معقل الإسلام ومدينته تحت أيديهم يجوسون فيها تقتيلًا وإفسادًا. وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَن يُؤْمِنُوا بِاللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ [البروج:10].
في السنة الخامسة للهجرة خرجت شرذمة من اليهود نحو كفار مكة ليأنبوهم ويحرضوهم على غزو المدينة، ومحاولة استئصال شأفة الإسلام، وقتل محمد، والتنكيل بأصحابة! ثم خرج الرهط يحمل الحقد والكراهية للمسلمين نحو غطفان ليكتمل عقد الأحزاب.
وتداعت الجموع وأقبل الشر بخيله ورجله، فخرجت من الجنوب قريش وكنانة وأهل تهامة، ووافاهم بنو سليم وخرجت من الشرق قبائل غطفان وكذلك خرجت بنو أسد. واتجهت الأحزاب الكافرة صوب المدينة حتى تجمع حولها جيش عرمرم يبلغ عدده عشرة آلاف مقاتل! جيش يزيد عدده على سكان المدينة رجالًا ونساءًا، صغارًا وكبارًا! في جوع منهم شديد، وبرد وزمهرير، وعدة قليلة، وما عند الله خير وأبقى!
إجتمع الأحزاب حول المدينة لسبب واحد لا غير وإن اختلفت الألسن وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىَ يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُواْ [البقرة:217].
وفي هذا الجو المكفهر والكرب الشديد إنقسم أهل المدينة إلى قسمين: قسم آمن بوعد الله وصدق بنصر رسالته وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا [الأحزاب:22].
فشدوا للقتال وقدموا المهج والأرواح وبذلوا الأسباب بحفر الخندق وحراسة المدينة ليل نهار مع ما أصابهم من الجوع والفاقه، فقد كان طعام الجيش قليلًا من الشعير يخلط بدهن سنخ متغير الرائحة لقدمه، ويطبخ فيأكلونه رغم طعمه الكرية ورائحته المنتنة لفرط الجوع، وأحيانًا لا يجدون سوى التمر وقد يلبثون ثلاثة أيام لا يذوقون طعامًا! وكان أشد أمر عليهم نجم النفاق وفشل الناس وعظم البلاء واشتداد الخوف وخيف على الذراري والنساء فقد أحاطوا بالجميع وادلهم الخطب بالأمة إِذْ جَاؤُوكُم مِّن فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنكُمْ [الأحزاب:10]، وكان النبي في هذا الوقت العصيب يبشرهم بأمر عظيم! قال البراء: لما كان يوم الخندق عرضت لنا في بعض الخندق صخرة لا تأخذ منها المعاول، فاشتكينا ذلك لرسول، فجاء وأخذ المعول فقال: {بسم الله، ثم ضرب ضربة، وقال: الله كبر، أعطيت مفاتيح الشام، والله إني لأنظر إلى قصورها الحمر الساعة، ثم ضرب الثانية فقطع آخر، فقال: الله كبر، أعطيت فارس، والله إني لأبصر قصر المدائن الآن، ثم ضرب الثالثة فقال: بسم الله فقطع بقية الحجر، فقال: الله أكبر أعطيت مفاتح اليمن، والله إني لأبصر صنعاء من مكاني}.
والنبي يبشر ويرفع من عزائم الصحابة وكان أحدهم من شدة الجوع يرفع عن بطنه الحجر فرفع رسول الله عن بطنه الشريف حجرين!
وأما أهل النفاق وضعفاء النفوس ممن أثّر فيهم الإرجاف فقد تزعزعت قلوبهم وانخلعت صدورهم لرؤية الجموع والعدد والعدة وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ مَّا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُورًا [الأحزاب:13]. وقال المنافقون في ما بشر النبي من خزائن كسرى وقيصر: كان محمد يعدنا أن نأكل كنوز كسرى وقيصر، وأحدنا اليوم لا يأمن على نفسه أن يذهب إلى الغائط، وقالوا تنصلًا من الجهاد وهربًا منه: وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِّنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِن يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَارًا [الأحزاب:113].
واشتغل النبي وأصحابه بمقارعة العدو وأخذ العدة وحفر الخندق حتى فاتت المسلمين بعض الصلوات، ففي الصحيحين أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخندق فجعل يسب كفار قريش، فقال: يا رسول الله! ما كدت أن أصلي حتى كادت الشمس أن تغرب، فقال النبي: {والله ما صليت} وقد أهم النبي فوات الصلاة فدعا عليهم {ملأ الله عليهم بيوتهم وقبورهم نارًا كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس}، وبقيت الساعات العصيبة أياما وليال وزادها سوء نقض بني قريظة العهد مع الرسول فاكتمل عقد الأحزاب حول المدينة الصامدة! ولما بلغ رسول الله غدر بني قريظة تقنع بثوبه واضطجع ومكث طويلا حتى اشتد على الناس البلاء ثم نهض يقول: {الله أكبر، أبشروا يا معشر المسلمين بفتح الله ونصره}! وسعى النبي لمجابهة الظرف العصيب وأن يفرق جمعهم فأراد أن يصالح غطفان على ثلث ثمار المدينة حتى ينصرفوا وتخف الوطأة على المسلمين فيلحقوا بقريش الهزيمة.
واستشار سعد بن معاذ وسعد بن عباده رضي الله عنهما في الأمر، فقالا: يا رسول الله؛ إن كان الله أمرك بهذا فسمعًا لله وطاعة، وإن كان شيء تصنعه لنا فلا حاجة لنا فيه، لقد كنا نحن وهؤلاء القوم على الشرك بالله وعبادة الأوثان وهم لا يطمعون أن يأكلوا منها ثمرة إلا قرى أو بيعًا، فحين أكرمنا الله بالإسلام وهدانا له، وأعزنا بك تعطيهم أموالنا؟ والله لا نعطيهم إلا السيف. فصوب رأيهما وقال: {إنما هو شيء أصنعه لكم، لما رأيت العرب قد رمتكم عن قوس واحدة}.
وكان النبي في تلك الأيام الصعبة يبعث الحرس إلى المدينة لئلا تؤتى الذراري والنساء على حين غرّه! فالأمر مهول والأحزاب تسمع أصواتهم، والنبال تصل إلى خيل المسلمين! وقد وصف الله عز وجل تلك الساعات العصيبة بوصف عجيب كأن العين تراهم، فقال تعالى: وَإِذْ زَاغَتْ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا، هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا [الأحزاب:10- 11].
ولما أمر الله عز وجل بانجلاء الغمة وتفريج الكربة صنع أمرًا من عنده، خذل به العدو وهزم جموعهم وفل حدهم، وساق نعيم بن مسعود للتفريق بينهم! والنبي يرفع يديه إلى السماء {اللهم منزل الكتاب سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم} وكان المسلمون يدعون ربهم "اللهم استر عوراتنا وآمن روعاتنا".
فاستجاب الله الدعاء وبلغ الأمل وأذن بالنصر، و أرسل جنودًا من الرعب والريح قلبت قلوبهم وقدورهم، وقوضت قوتهم وخيامهم ودفنت رحالهم وآمالهم، فلم تدع قدرًا إلا كفأتها ولا طنبًا إلا قلعته! ولا قلبًا إلا أهلعته وأرعبته.
وبعد معركة الأحزاب أزفت البشائر وأشرقت المدينة، بقول النبي: {الآن نغزوهم ولا يغزوننا، نحن نسير إليهم}، وفي اجتماع الأحزاب في أزمنة متفرقة ومرات عديدة خلال العصور، حكمة بالغة في الرجوع إلى الله، وصدق التوكل عليه، والإنابة والذل وإظهار الحاجة، وبذل الغالي لهذا الدين، قال تعالى: يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ [التوبة:32]. قال ابن القيم رحمه الله: "ومن ظن إزالة أهل الكفر على أهل الإسلام إزالة تامة فقد ظن بالله السوء". وعلى مر العصور وتقلب الدهور قول الصادق {بشر هذه الأمة بالسناء والرفعة والتمكين}، لكن الأمر مشروط بشروطه، ومقيد بقيوده إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ [محمد:17].
الكاتب: عبدالملك القاسم
المصدر: موقع كلمات |
|
| |
محمدعبدالله صاحب المنتدي
عدد المساهمات : 725
نقاط : 1031
تاريخ التسجيل : 04/02/2010
العمر : 33
الموقع : منتدي شباب الدويم
العمل/الترفيه : طالب
| موضوع: رد: غزوة الاحزاب مواقف وعبر الجمعة أبريل 15, 2011 6:36 am | |
| شكرا علي الموضوع الجميل
ننتظــــــــــر الابداعات وننتظر المشاركات
وتقبلوا خالص شكري وتقديري |
|
| |
بسبوسة عضو جديد
عدد المساهمات : 120
نقاط : 174
تاريخ التسجيل : 03/04/2011
العمر : 39
العمل/الترفيه : الكتابة
| موضوع: رد: غزوة الاحزاب مواقف وعبر الأحد أبريل 17, 2011 3:35 am | |
| |
|
| |
احمد مشرف القصص والروايات
عدد المساهمات : 290
نقاط : 324
تاريخ التسجيل : 21/08/2010
العمر : 36
| موضوع: رد: غزوة الاحزاب مواقف وعبر الخميس أبريل 21, 2011 1:25 pm | |
| مشكورين علي مروركم الكريم وفقكم اللة تقبلو تحياتي احـــــــــــــمد |
|
| |
محمد علي مشرف منتدي الحوار العام
عدد المساهمات : 51
نقاط : 51
تاريخ التسجيل : 12/02/2011
العمر : 44
| موضوع: رد: غزوة الاحزاب مواقف وعبر الإثنين أبريل 25, 2011 12:49 am | |
| مشكور علي الموضوع القيم جزاك اللة خير تحياتي |
|
| |
رامي نائب المدير
عدد المساهمات : 559
نقاط : 653
تاريخ التسجيل : 13/02/2011
العمر : 34
| موضوع: رد: غزوة الاحزاب مواقف وعبر الأربعاء يونيو 01, 2011 2:37 pm | |
|
تسلم يدك على موضوعك الروعه وبنتضاار كل ما هو جديد بقلمك الساحر الدي يكتب كل شي يمس القلب والمشاعر ودوووم النجااح في سماء منتدانا الغالي تحيااتي ر ا م ي
|
|
| |
3le مشارك
عدد المساهمات : 192
نقاط : 192
تاريخ التسجيل : 10/03/2011
العمر : 34
| موضوع: رد: غزوة الاحزاب مواقف وعبر الخميس يونيو 02, 2011 2:11 pm | |
| جَزآكـ الله جَنةٌ عَرضُهآ آلسَموآتَ وَ الآرضْ بآرَكـَ الله فيكـ وَجَعَلهُ في مَوآزينَ حَسنآتك للآبداع حدود وانتِ قد تجآوزت تلك الحـدود بجمآل حروفكِ المآسيـه امتعتنآ تلك الكلمآت واسرتنآ واخذتنآ الي عالمكِ عآلم لآيعرفه الا المبدعون لآاجد مآقول من الكلمآت ... لآاعطيكِ مآتستحق |
|
| |
اميرة عضو جديد
عدد المساهمات : 111
نقاط : 111
تاريخ التسجيل : 13/02/2011
العمر : 30
| موضوع: رد: غزوة الاحزاب مواقف وعبر الجمعة يونيو 03, 2011 7:19 am | |
| متشكرين على الموضوع
و ما ننحرمش من كل جديد لديك
ارق تحياتى |
|
| |
انور مشارك
عدد المساهمات : 253
نقاط : 253
تاريخ التسجيل : 13/02/2011
| موضوع: رد: غزوة الاحزاب مواقف وعبر السبت يونيو 04, 2011 9:58 am | |
| طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق لك خالص حبي وأشواقي سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا اعذب التحايا لك |
|
| |
monir مشارك
عدد المساهمات : 178
نقاط : 178
تاريخ التسجيل : 12/02/2011
العمر : 34
| موضوع: رد: غزوة الاحزاب مواقف وعبر السبت يونيو 04, 2011 10:13 pm | |
| شكرا علي الموضوع الجميل
دائما في تميز
ننتظر مزيد من الابداعات |
|
| |
خالد عضو جديد
عدد المساهمات : 107
نقاط : 107
تاريخ التسجيل : 12/02/2011
| موضوع: رد: غزوة الاحزاب مواقف وعبر الأربعاء يونيو 08, 2011 1:41 pm | |
| تسلم الايادى
يعطيك ربى الف عافية
فى انتظارك دائما
لك منى ارق تحيا |
|
| |
يوسف مشارك
عدد المساهمات : 238
نقاط : 240
تاريخ التسجيل : 12/02/2011
| موضوع: رد: غزوة الاحزاب مواقف وعبر الخميس يونيو 09, 2011 2:15 pm | |
| تسلم الايداى موضوع جميل جدااااااااااااااااااااا ديمن موضيعك مميزه تقبل وداى وتقديرى |
|
| |
noora مشارك
عدد المساهمات : 161
نقاط : 161
تاريخ التسجيل : 12/02/2011
العمر : 34
| موضوع: رد: غزوة الاحزاب مواقف وعبر الجمعة يونيو 10, 2011 10:40 pm | |
| الله يعافيلي قلبك ونبضك يالغالي ولايحرمني من طلتك الحلوه ومواضيعك الاجمل اللي دووم تنور صفحات المنتدى
.تحياتي لك. |
|
| |
|