سارحل عنك لكنى احبك
كما اعتادت دائما كانت تنتظر بشوق كبير موعدها المسائي معه
كانت مشتاقة حد الاحتراق فهما لم يتحدثا منذ عدة أيام كانت تشغل لحظات الانتظار لتجمع باقات الحب والشوق وتقدمها له
كانت تريده أن يعرف كم تحبه وتحتاجه كان حياتها بل لم تكن ترى حيااتها الا في أحضانه عوضها عن كل ما افتقدته منحها حنان الأم وعطف الأب كان صديقها وحبيبها كان عالمها السحري كان شمعة أضاءت عتمة لياليها كان رمزا لكل ما هو جميل في حياتها الحب . . . الدفء . . . الأمان. . . الحنان . . . . الحلم . . . الأمل . . . كان الحياة بأسمى معانيها
في ذلك اليوم بالذات كانت تشعر بضيق كبير كان هناك شعور داخلها يخنقها لم تكن تدرك سببه وكان الوقت يمر ببطء قاتل
أخذت تلهي نفسها بقراءة رسائله الهاتفية التي حفظتها عن ظهر قلب من كثرة ما قرأتها
بالرغم من أنها كانت دائما تحمل ذاكرة قصيرة المدى إلا ان ذاكرتها أصبحت عميقة جدا هي لا تنسى كل ما يتعلق به كل ما كان يقوله أو يكتبه لها ينحت بعمق داخل ذاكرتها
فجأة شعرت بقلبها يكاد يخرج من داخل صدرها نعم إنه جرس الهاتف هو يتصل أسرعت إلى السماعة ورفعتها وكانت المفاجأة
أحبك وسأبقى أحبك وستكونين دائما دقات قلبي ولكني سأرحل ولن أعود لا تنتظريني . . . . قالها ومضى . . . .
أغلق السماعة وبقيت هي عالقة على الطرف الآخر من الخط
تعاني غيبوبة الصدمة تحجرت في مكانها لم تقوى على الحراك وامتلأت عيناها ببحر من الدموع ولكنها لم تذرف دمعة واحدة
ورأت شريط ذكرياتهما أحلامهما يمر سريعا أمام عينيها
وتعالت ضحكاتها . . . .
أحبك قالها ومضى . . . .
اضاعته من يدى . . . .